Rainbow Graphics - http://www.myrainbowtext.com

إلى عظيمِ الشَراتي (3)

|

إلى عظيمِ الشَراتي (3)

أُسْعِدتُم صباحاً .. مساءاً يا عظيمَ الشَراتي

وسقى الله قبرَكَ وابلاً من الرحماتِ

وخيراتٍ كُثُرْ

سيدي .. اليومَ جئتُ وقلبي حزينْ

وجسمي إعتراهُ الهُزالُ وفيضُ أنينْ

وطولُ السهرْ

ففي عهدِكَ كُنَّا كأسنانِ مِشْطْ

كنا أسنَّةَ رُمحٍ وسنابِلَ قمحْ

وباقاتِ الزهرْ

في عهدِكَ كُنَّا كعهدِ النبي

حين كان صُهيبٌ مثلَ علِي

وسلمانُ مثلَ الزبيِرِ ومثلَ عُمَرْ

ليس منا من يقول هذا فارسي

وهذا قُرَشي

وهذا من مُضَرْ

تآخى الجميعُ بفضلِ إستقامةْ

وحسنِِ الزعامةْ

وبُعدِ النظرْ

بيدَ انًّا يا عظيمَ الشَراتي

تبدَّلَ الحالُ حالُنا بعدَ المماتِ

وضاع الأثرْ

فقُريشٌ مدَّت جسورًا مع أهلِ قُريشْ

وتميمٌ مع أهلِ تميمْ

وبَكْرٌ مع أبناءِ بَكْرْ

فتواصلَ أهلُ قريشٍ في الحِجازْ

مع أهلهم في اليمنْ والأهْوازْ

تماماً كفعلِ تميمٍ وبَكْرْ

يا سيدي .. لو كان وَصْلاً لدعمِ الأواصِرْ

وضِمنَ شرعِِ الإلهِ المناصرْ

فذلك فعلٌ يَسُرْ

ولكنها نعرةٌ بطولِِ وعرضِِ البلادِ تفشَّتْ

وبوهْمِ سُمُوِ العُروقِ تغذَّتْ

فكان الخطرْ

صار القتلُ بإسمِِ الهويَّةْْ

والنهبُ بإسمِِ الهويَّةْ

والموتُ رفيقَ السفرْ

وصار بكلِ وادٍ فيهِ ترعى بسوسْ

كُليبٌ وجَسَّاسٌ وشيطانٌ خسيسْ

وبرميلُ خمرْ

فهل طالَ قريشاً شعورُ السُموْ

فصار جِداراً بينها وبين باقي البدوْ

مع أن العدوَ على مرمى حجرْ !

فالمكانُ لا يزال نفسَ المكانِ .. أمَّ القُرى

والبيوتُ نفسَ البيوتِ .. والوَرى نفسَ الوَرى

ولكن القلوبَ ليست ذاتَ القلوبِ .. فماذا جرى للبشرْ؟!

هل صار الانتماءُ لامِّ القُرى ثانوياً

وصار التشرذمُ يا حسرتي واقعياً

فضاعت قريشٌ وضاعت مُضَرْ؟!

فقد بايَعَ البعضُ منَّا قيصرا

والبعضُ الآخرُ آخرا

فهل يا تُرى مِن مُمْسِكٍ بالجمرْ؟!

ولكن حين بنو قََينُقاع هاجوا

وجاءوا بجندٍ لأرضِ الحجازِ وماجوا

تكشَّف أمرْ

فلم نَرَ جُندا لقيصرْ

ولم نَرَ حتى خَيَّالَ المَآتةْ لآخرْ

فصار القدرْ

مع أن أمصاراً تُرى في الجِِِوارْ

بعزمٍ تصدَّتْ لبني قَينُقاعْ وإقتدارْ

أذاقوهم الويلَ فولُّوا الدُبُرْ

لقد دحروا بعزمِِ الرجالِ بني قَينُقاعْ

فتاهَ القطيعُ بين شتَّى البِِقاعْ

رغمَ نقصِِِِ النفوسِِ ونقصِِ الثمرْ!

لأنَّهم قبلِ غزوِ العِدا إستعدوا

كافَحوا وصابَروا ورابَطوا

أداروا الظهورَ لوعدٍ مُريبٍ لقيصرْ

وما ركنوا لعهودٍ فيها يُمْلِي (الأقوياءُ) الشروطْْ

وعلى (الضعفاءْ) أن يلِبوا الشروطَََ .. أقسي الشروطْْ

ودون أدني عُذرْ

فقد تلَقَّوا من صُروفِ الزمانِ الدُروسْ

بأن هذا ليس زمان التشرذمِ .. وليس زمان

( ساسَ يسوسْ)

بل زمانُ كفاحٍٍ اليمٍٍٍ ومُرْ

فبعدَ إرتدادٍ مُعِيبٍ لأُولَى القُرونْ

ليس البقاءُ بحِلمٍ .. بل بعزم يكونْ

فيا سادتي .. هلا أخذنا العِبرْ؟!

..................................

ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/24/243662.html