إلى عظيم الشراتي (2)
لكَ يا عظيمَ الشَراتي مِنِّي تحيَّةً
يا ساكنَ الروضِ الـمُسرمَدَ في الجِنانْ
فجزاءُ مِثلِكَ عندَ ربٍ مُقتدِرْ
فأهنأ بفاكهةٍ وخيراتٍ حِسَانْ
قد كنتَ رمزاً للسماحةِ والتُقَى
وسجدتَ عُمراً للإلهِ بإمتنان
للشاهدِ المِعطاءِ جلَّ جلالُهُ
جعلَ الشهادَةَ للشهيدِ صَكَّ آمانْ
في البرزخِ الـمُمتدِّ يُرزقُ وافِراً
وجزاؤهُ يومَ القيامةِ جنَّةُُ الرضْوانْ
سيدي .. لما طغى القهرُ المُمنهَجُ مارسوا
وأطلقوا للنهبِ والسلبِ العِنانْ
ووحشيةُُ الصحراءِ أضحت مسلكاً
والبؤسُ احكَمَ قبضتيهِ بعُنفُوانْ
واللؤمُ .. لؤمُ الكلبِ زادَ عِيارُهُ
فمضى يدوسُ على الرقابِ بإمتهانْ
حينها إنتفضَ الشبابُ تضامنوا
دكّوا حصونَ الظلمِ والخِزيِِ والهَوانْ
نبذوا التواكُلَ والخُنوعََ .. تكاتفوا
هبَّوا كإعصارٍ فريدٍ في الزمانْ
قهروا السلاسِلَ والقيودَ جَسارةً
نِعمَ الشبابُ شبابُنا كَسبوا الرِهانْ
فهناكَ من نالَ الشهادةَ غانماً
وهناكَ من بالنصرِ فازَ وبالأمانْ
وإذا بليلِ الظلمِ يهربُ خاسِئًا
والضوءُ يغمُرُ أرجاءَ المكانْ
وتساقطتْ بالرعبٍ أسرابُ الكلابِ
ومضت تهزّ الذيلَ تستجدي الأمانْ
لكنَّ بعضَ الكلبٍ شَرٌّ لا أمانَ لهُ
حتى وهم بالسجنٍ ما اغفلَ السجَّانْ
إذ أوعزوا للذئبِ أنْ قد سُجنا فانتقم
وأطبِقْ عليهم جملةً بسِنانْ
فتكالبَ الجِنسُ اللئيمً على البلادِ بشِدَّةٍ
قتلوا العبادَ وأشعلوا النِيرانْ
نعمَ الشهادةُ للشباب نحبُها
ونُعِدُّها بالإحتسابِ لدى المُهيمنِِ المنَّانْ
في يومِ عُسْرٍ للطُغاةِ وظِلِهم
خَسِيء الطغاةُ ذوقوا العذابْ ألوانْ
ولينعمَ الشهداءُ بالعيشِ الكريمِ وأهلُهم
فهم بالشفاعةِ يوم ذاك مُكرَّمون وبالجِِِِنانْ وبالجِِِِنانْ
.......................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :