إلى عظيم الشراتي* (1)
سقى اللهُ قبرَكَ غيثاً هطولاً
وأجزلكَ الأجرَ يا عظيمَ الشَراتي
فقد كنتَ بعد الإلهِ نِعمَ الـمُجير
وظِلاً وسقفاً لماضٍ وآتي
كنتَ نجماً في السماءِ رفيعاً
كم أنِرتَ دُروباً بالسنا للحُداةِ
وكنتَ مثلَ المطيرٍ الثُريــَّا
حين يلمعُ بِشراً في دُجى الداجياتِ
يرحلُ الصيفُ عنـَّا ونغدو
نبذر الخيرَ ونسقي بندى القَطَراتِ
بُعَيدَ الرحيلِِِ .. رحيلكَ سيدي
غزتِ البلادَ كتائبُ الآفاتِ
ففي الموجةِ الأولى ضربَ البلادَ مُبكِّرًا
سيلُ من الفئرانِ والحشراتِ!
بعدها عقدَ الكلابُ مع الذئابِ تحالُفاً
وإنضم للحِلفِ اللئيمِ أشاوسُ الحيَّاتِ
جوعُ الصحارى كادَ يقتلُ من سبقْ
وحقدُ الصحارى فجَّرَ الغَزَواتِ!
صبّوا على الأحياءِ صَفوةَ حِقدِهم
ناراً أتتْ على العُمرانِ الثَرَواتِ
ذبحوا الشيوخَ كما النعاجِ تلذُّذاً
رقصوا على جُثثٍ وأطلقوا الصيحاتِ!
بقروا البطونَ .. بطونَ نِسوةْ حواملٍ
كي لا يلدنَ من يطلب الثاراتِ!
أما الصغار فلا تسلني عنهُمُ
فالموتُ أهونَ ما ذاقوهُ من ويلاتِ!
نهبوا المتاجرَ والبيوتَ وأشعلوا
فقضى الكبارُ بعزَّةٍ وثَباتِ
ساقوا البهائمَ بعد جُرْمٍ نفَّذوا
ما غادروا حتى الشياهَ والنعجاتِ
اخذَ الجوعُ الـمُهينُ بلُبِّهِمْ
تالله ما شبِعوا وإنْ عَقَروها بالعشراتِ
بالحقدِ دكّوا كلَّ رُكنٍ قائمٍ
فالحقدُ اعمى وقد تغذَّى بالنعراتِ
لو أن هولاكو رأى ما أجرموا
لبكى دماً دعْ عنكَ من دمعاتِ!
ولتبرأَ (المسكينُ) من أعمالِهم
ومن قبلِهِ إبليسُ وقال: فِعلُ طُغاةِ
يا سيدي عادت عهودُ التِيهِ بعدَ تحضُّرٍ
بعد التمازجِ والتعاضُدِ وحُسنِ صِلاتِ
جَشَعٌ تغلغلَ في النفوسِ ونعْرةٌ
فاستهدفوا نزعَ الجذورِ بالغاراتِ
فليتهم عادوا إلى الرُشدِ القويمِِ فإنَّهُ
ما دانَ حُرٌّ وأرتضى الضرباتِ
وليعلموا أن الحياةَ دوائرُ
* الشراتي: جمع( شرتاي) وهو زعيم القبيلة و حاكم المنطقة
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/23/243537.html