هــل يكفي الرِِثاءْ ؟
أخي .. إغتالوكَ غَدراً وغِيلةً
لله كمْ في الأرضِ من أعداءْ
ضجَّت حناجِرُهم حين الجريمةَ نفَّذوا
صرخوا وأضرموا النيرانَ في الأرجاءْ
كانوا كمن هزمَ الخميسَ* مُدَجَّجاً
لا عُزَّلاً يرعونَ أنعاماً بِخلاءْ
لكنهم هربوا دفعوا القطيعَ أمامَهم
تالله ما غنِموا سوى مهانة وشقاءْ
وكنتَ الصُمودَ وقفتَ تحتسبَ الرَدى
عندَ الإلهِ العدلِ في العلياءْ
فأبشُر أخي فهي الشهادةُ أقبلًتْ
و أظفِرْ بروضِ الجنَّةِ الغنَّاءْ
أبا فيصلٍ لله درُّكَ يا لها من مُصيبةٍ
فالفقدُ.. فقدُكَ طعنةٌ نجلاءْ
* الخميس : الجيش العظيم
فكيفَ الشهامة بعدَ فقدِكَ نرتجي
وكيفَ السبيلُ لبسمةٍ وصَفاءْ؟
أبا فيصلٍ نَبكيكَ نذرِفُها دماً
وتجيشُ نُفوسُنا أسىً وعناءْ؟
تبكيكَ أخَواتٌ كريماتٌ سهِرتَ لهنْ
تبكي تناجي أُمُّكَ الثكلى
تبكي الطيورُ تنوحُ حين تَرِدْ
لبئرِكَ الداني ترومُ سِقاءْ
وشتلاتٌ لأزهارٍ سَقيتَ وقدْ
غَدَتْ بجنبِ البئرِ جنَّةً خضراءْ
وحِمْلاناً تعهَّدتُم ب أمْ شجرِ(*)
بذلتَ الروحَ تفديها فأيُّ فِداءْ
دارفورُ طال الليلُ .. ليلُكِ يا أمَّاهْ
واليومَ زادَ الكَرْبُ وأشتدَّ البلاءْ
وطغي العُقوقُ من البنينِ .. تعَصَّبوا
وتوَطَّنت في البعضِِ منَّا نَعْرةٌ عمياءْ
فقد ركضوا من صحرائِهم جاءوا
كما التَتَار أشاعوا القتلَ والبغضاءْ
تالله قد ظلموا وما عَلِموا
بأن الفتنةْ نارْ .. والنارُ قوَّةٌ هَوجاءْ
ستحرِقُ حتْماً من يُؤجِّجُها
ومن يُدانيها .. وكافةَ الفُرَقاءْ
و أنَّ الحربَ إنْ طالتْ عَظُمَت دوائرُها
ككُتلةِ الثلجِ تكبَرُ آتية من العلياءْ
فتُهلِكُ من بالسَفحِ ودونَ السَفحِ قاطِبةً
تُبقِي دماراً خلفَها وهَباءْ
والظلمُ مهما اشتدَّ وإمتدتْ لياليهُ
لابد مُنقلِبٌ على منْ بهِ قد جاءْ
لماذا الحِقدُ وهذا البَغْيُ.. لا أدري؟!
أين الجِِوارُ والصُحْبةْ ونُبلُ إخاءْ؟!
أينَ الدينُ وحُكمُ اللهِ في الأرضِ؟
أين الذِكْرُ والتسبيحُ صُبحَ مساءْ؟!
كيفَ الوِفاقُ لعُمري وهذا منهجُنا
وكيفَ الخروجُ إذاً من حُقْبَةٍ ظَلماءْ؟
دارفورُ غارَ جرحُكِ واستدام حبيبتي
فهل عزَّ الطبيبُ أمْ نفِذَ الدواءْ؟
أُمَّاهُ شدِّي على الجرحِ الأليمِ لتظفُري
فليس مُنقطِعاً من المَوْلي الرَجاءْ
أبا فيصلٍ مهما رثيتُكَ زادَ وجدِي
وهل يكفي مع الوجدِ الرِثاءْ؟!
تبكي الطيورُ تنوحُ حين تَرِدْ
لبئرِكَ الداني ترومُ سِقاءْ
وشتلاتٌ لأزهارٍ سَقيتَ وقدْ
(*) أم شجر: قرية شهيرة
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/21/243366.html