من انت؟
هذا الذي فوقَ الجماجمِ إرتقى
وكفعلِ هولاكو تطاوَلَ وافترى
سكنَ القصورَ مُنعَّماً ومُرفَّهاً
بعدَ الرمادةِ عاشها فيما مضى
وتحوَّل الدمُ الذي مِثلَ السيولِ أسالَهُ
بين القصورِ لهُ بِساطاً أحمرا
فغدا يسيرُ عليه مِثلَ مُتوَّجٍ
فاقَ الطواويسَ العِظامَ تبختُرا
وباتت محطاتُ الفضاءِ تزورُهُ
وكلُّ موجاتِ الأثيرِ على الثرى
فمن يحصدُ التصريحَ يلمعُ اسمُهُ
وتزدهرُ الوسيلةُ تسمو عاليا
ومن يُجري الحوارَ مع الزعيمِ مُطوَّلاً
فقد حازَ سَبقاً فريداً مُدوِّيا
كفى أيها المختالُ وهماً فإننا
خبرناكَ صِفراً وفي الأصفارِ أدناها مَنزلا
فكم خاطبتَ حَشداً كبيراً مُثقفاً
وأرخيتُ أُذُنيَّ علِّي أفهم القولَ جيِّدا
لكنهُ مِثلَ منطِقِ الطيرِ جاءني
وهل منَّا من إلى الطيرِ إنتمى؟!
فما إستوعبتُ عُشرَ مِثقالَ جُملةٍ
فقلتُ العيبُ في أُذُنيَّ والفهمِ ربما
لكن كاملُ الحشدِ صاح من وعَى؟
فما كان من مستوعِبٍ ابدا!
فمن أنت أيها الصِفرُ المسلَّطُ يا تُرى
ومن أيِّ الكواكبِ بالجهلِ جئتنا؟
..............................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :