الأجندة
سأبوحُ اليومَ يا أُمَّـــاهُ بالسِرِّ
وراء القتلِ والتدميرِ والقهرِ
ولماذا القصفُ بالداناتِ أنهكنا
صباحَ مساءَ وفي جوفِ الليلِ والفجرِ؟
وأصبح قتلُ النفسِ تسليةً كُبرى
كصيدِ الطيرِ والغزلانِ في البرِ؟!
ولماذا الشيخُ يـُنحَرُ مغدوراً .. عجباً
وهو يُصلِّي خُشوعاً نافِلةَ الوِتْرِ؟!
والشابُ يُسامُ عذاباً قبلَ مقتَلِهِ
بالكَيِ وفَقعِ العينِ وبالبترِ؟!
والطفلُ يـُذبحُ بالسِكينِ كالشاةِ
لتعلو بعد الذبحِ صَيحاتُ النصرِ؟!
والأُمُ يكادُ يقتـُلُـها الفزَعُ
تُوَلوِلُ نحو فِلذَتِها تجري؟!
فيحصُدُها الرشَّاشُ وتهوي نازفةً تَهذي
ليبلغ ذروتَهُ الإحساسُ بالفخرِ؟!
ولماذا الحرقُ يطال مرافِقـَنا عَبَثاً
والنهبُ تحوَّلَ كابوسَ العصرِ؟!
و الرُعبُ النوعيُّْ غزا البلداتِ بأجمعِها
حتى هُجِرَتْ تُرِكَتْ للبومِ وللنسرِ؟!
قالوا هي الثورةُ الشعبيَّةُ إندلعتْ
ضدَّ المظالمِ والتهميشِ والفقرِ!!
فصاروا كما الأحمقْ يشُج الرأسَ بآلتهِِِِِِِ
لطردِ ذبابةٍ هبطتْ على الشَعْرِ!!
أو كالذئبِ يأكلُ سائرَ الغنمِ
كي لا تُقاسي عذابَ الجوعِ والحَرِّ!!
لقد أخفوا الأجندَةَ الفِعليَّةْ عن عَمَدٍ
خلفَ الشعاراتِ والتمويهِ والمَكْرِ
فمنهم من توهَّمَ دولةً كُبرى
تمتدُّ من حافةِ الصحراءِ للنهرِ
أو سعى أصلاً لمصلحةٍ
غنِمَ المراتِبَ وإمتيازاتٍ بلا حَصرِ
ومنهم من له أبداً مُصادمةٌ
بحُكمِ تعارضِ الغاياتِ والفِكرِ!
وهناك من عَصَفَتْ بـهِ مُفاصَلةٌ
فثار مغبوناً على التنظيمِ والقصرِ!
والبعضََ قد طالتهُ أحداثٌ من الماضي
فجاء يبحثُ مشحوناً عن الثأرِ!
ومنهم من تعصَّبَ .. رامَ هيمنةً
بإسمِ الهويةِ مارسَ أشكالاً من الغدرِ
هي الأجِندةُ يا أُمَّـــاهُ لا أكثرْ
فأينَ الثورةُ المزعومةْ؟ .. لا أدري!
لقد أخفوا الأجندَةَ يا أُمَّـــاهُ عن عَمَدٍ
خلفَ الشعاراتِ والتمويهِ والمَكْرِ
فمنهم من توهَّمَ دولةً كُبرى
تمتدُّ من حافةِ الصحراءِ للنهرِ
...........................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/21/243290.html