Rainbow Graphics - http://www.myrainbowtext.com

فهرس ديوان (دارفور كفى نحيباً) للشاعر عبد الرحمن هارون

|

قصيدة دارفورُ كَفَى نحيباً



دارفورُ كَفَى نحيباً

كنـا صِغاراً وكانَ الأوانُ خريفاً

نلهو بوردِ البراري نرعى البَهَمْ

نصنعُ من الطِينِ قيثاراً وطَبـــلاً

نمضي النهـارَ نعزفُ أروعْ نغمْ

وعنـدَ الهُطـــــولِ نهُبُّ سِـــراعاً

نجمعُ ثلجَ الســـماءِ بكفٍّ وفــــمْ

ننصُبُ للطيرِ حولَ الغديرِ شِراكاً

ما أشــهى الشِواءُ بوادي الكَرَمْ

قُبيلَ المغيبِ نسوقُ القطيعَ بطيئاً

وحـزنٌ كثيفٌ يجيشُ بنفسٍ وغَمْ

فمــا بــالُ النهــارِ يولِّي كســهمٍ

يقتلُ لهوَ الصغارِ فيطغى الألـــمْ

يَشُحُ المنامُ فتمضي الليالي ثِقالاً

وكيفَ ينامُ قَريراً من لشوقٍ كَتَمْ؟!

الشــوقُ لصحبٍ كوردٍ تفتَّحَ فجراً

شمائلُهــــم ما بدتْ في الأُمَـــــــمْ

ما هَمَّني من أيِ القبائلِ جـــاءوا

فكـــلُّ ما عــــدا صُحبَتي لا يَهُمْ

نعمْ في البَدءِ كُنا قبائلَ ..أعراقَ شتى

فِينـا الأعاجمُ وفينا فصيحُ الكَلِمْ

ثــم كــان الجِِــوارُ تلاهُ انصهارٌ

كإنصهارِ كِرامِ المعادنِ في خَتَمََْ

فصــارَ الكـــلامُ خليطــاً جميــلاً

مــن القلبِ ينبعُ حُلـــوُ الطعــــمْ

وصــــارَ البعيــدُ قريبــاً حَميمـاً

كأنِّـــي بـــــهِ أخٌ مــــن رحِـــمْ!

زالـــت حـواجـزُ .. ذابت ثلـوجٌ

فصـــارَ الإخـاءُ بديلاً لثـأرٍ ودمْ

تراهــــم جميعـــاً يهُبــونَ فجـراً

يــومَ (النفيـرِ*) فتعلو الهِِمــــــمْ

وعنـــدَ النوائبِ كانــــوا أُســوداً

ما تأخَّـــرَ القومُ يوماً حتى اللَمَمْ

صًـفَتْ أنـفُسٌ وطـــابتْ نوايـــــا

فجــــادَ الإلهُ الكريــمُ بخيرٍ أعَــمْ

عَـــمَّ البــــلادَ إزدهــارٌ وأمــــنٌ

جزاءً لطِيبةِ قلبٍ وشُــكرِ النِــعَمْ

لخُلُـــــقٍ رفيـــعٍ وفيــضِ حيـاءٍ

لأرِيحيَّةٍ ونُكرانِ ذاتٍ ونُبلِ القِيَمْ

دارفورُ يا مَهــدَ الأمانِ تكلَّمـــي

فالصمتُ صمتُكِ هدَّنا يا خيرَ أمْ

دارفورُ كفى نحيباً أفصِحي ماذا جـرى

حتى توارى الخَصْبُ في مَوجِ العَدَمْ

*النفير:عمل جماعي تطوعي يتسم بالحماس والتفاني.

وحتى صارَ لونُ الأرضِ أحمرَ قانياً

فكــم ســالتْ دِماءٌ .. كَـمْ وكــمَْ؟!

وكسـى السوادُ حقولَنا يا للأسى

بعـد إخضـرارٍ حَفََّهـا منذُ القِـدَمْ؟

وتحوَّلت البيوتُ إلى ركامٍ بائسٍ

أينَ الشُموخُ .. أينَ الرحابةُ والزَخَمْ؟

حتى المساجد والمدارس دُمِِّرَت

وأُغتيلَ من فيهـــا بقسوةِ مُنتقِمْ!

ذُبِحت نســـاءٌ كالنِعاجِ ورُضَّـــعٌ

وفعلَ الذابحِ (الصِنديدِ) لا أحدٌ يَذُمْ!

الذبحُ طالَ منْ بالأمسِ كانـوا إخـوةً

ما نجا منهم سقيمٌ أو كفيفٌ أو هَرِمْ!

يُنهبْ مسافرُنا ويُقتلُ إنْ أبى!

وكان المسافرُ عبرَ ربوعِنا يُفدى بدَمْ

فمــــاذا جــــــرى حتى تحوَّل كاملاً

هذا الذي بين الضُلوعِ تطرَّفَ وانفصَمْ

الحزنُ في مُحَيَّاكِ يا دارفورُ عذَّبنــا

أما كفانــــا ما ذُقنــــاهُ من ألــــــــمَََْ؟

أعلمُ كم قاسيتِ من العُقوقِ مُلازِماً

وتوالت الأزمـــــــــات دارتْ كالحِممْ

وكـــم كانت جِــــراحُ الغــدرِ غائــرةً

يأتيكِ من كلِّ ناحيةٍ رُمحٌ وســـــهمْ!

ولكـن لا مَناصَ من الكـلامِ حبيبتي

فالبَـــــوحُ مطلوبٌ لمعرفـــةِ السَقَمْ

هــــــل دسَّ شِـــرارُ القومِ سُمَّهمو

زرعــوا العَداوةَ بيننا وأَدوا القِيَمْ؟

أمْ هــي الأطماعُ ما بَرِحَت تُراوِدُ بعضَنا

فماتت ضمائرُهــــم .. خرِبتْ ذِمَمْ؟

أم التعصبُ للقبيلةِ هذا الـذي نـرى

هل لجاهليةٍ عُدنا؟..وا عجبي نَعَمْ!

كم بَسُوساً* خاضها آهلُ التعصُّبِ يا تُرى

ماذا جنوا غيرَ التحسُّرِ والنـــــدمْ؟

وما هـذا التعطُّشُ للدِماءِِ يجِيشُهم

كانوا كمَن إقتاتَ بالدمِ أو بِهِ فُطِمْ!

دارفــــورُ كنتِ لنا المـــلاذَ ودَوحةً

كنتِ الــــــدواءَ لكلِّ نازلـــةٍ وهَــمْ

كنتِ السماحةَ والبَشاشةَ والقِــرى

كنتِ السماءَ لنا وقمَّةً فوقَ القِمَـمْ

دارفــــــــورُ غاليتــــي لا تيأســـي

قاومي الضيمَ العظيمَ بصبرٍ ينهزمْ

فالضَيـــمُ مهما اشــتدَّ أو طالَ ليلُهُ

لابـــدَّ مُنقَشِـــعٌ في الفجرِ لم يَـــدَُمْ

* بسوسا: إشارة إلى حرب البسوس الشهيرة في الجاهلية.

الذبحُ طالَ منْ بالأمسِ كانــوا إخــــوةً

ما نجا منهم سقيمٌ أو كفيفٌ أو هَــرِمْ!

يُنهـبْ مســـافرُنا ويُقتـــــــلُ إنْ أبــى!

وكان المسافرُ عبرَ ربوعِنا يُفدى بدَمْ



ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/19/243177.html

فهرس ديوان (دارفور كفى نحيباً)


الإهــــــــــــــــــداء

الشاعر في سطور

تــقــديـــــــــــــــــم

دارفـورُ كَفَى نحيباً

الـطَــــــــــــوْعيــةْ

جـوهـــر الأشـيــاء

الأجـــــــــــــــــنـدة

مــــــــــــــن انــت؟

هــل يكفي الرِِثاءْ ؟

نَشَــــــازُ الـغـابـــة

العودة إلى دارفور

منقو لا تقبل وداعاًَ

وَدَعَـــةْْ1 المليكــة

إلى عظيم الشراتي(1)

إلى عظيم الشراتي(2)

إلى عظيمِ الشَراتي(3)

مــا الســــــــــــــــــرُّ؟!

خـــتـــــــــــــــــــــــــام